من ملاحظات الاستاذ أولفييه كاريه من المركز الدولي للأبحاث السياسية – باريس

أستاذ في جامعة السوربون سنسييه

Olivier Caree

   هذا البحث الفلسفي ، يعطي القارئ لدى قراءته الأولى شعوراً واضحاً بأصالة البحث واستقامته المبدئية وطموحه المتوثب الفعال .

   وهذا الطموح يظهر من كون الأطروحة كلها بحثاً نقدياً من مفكر شاب يساهم بفعالية على الساحة السورية والعربية والإسلامية لنفد التجربة العربية الاسلامية المعاصرة ، كما لو أنه امتداد واختراق للفكر والعمل في مستقبل هذا المجتمع .

   ومثل هذا الطموح هو جديد نسبياً ، لأنه يريد الخروج عن السكك الايديولوجية السائدة (( عروبية – ماركسية )) والتي ما تزال هي المعيار السائد في معظم الأحوال .

    وثمة أطروحة مماثلة في طموحها وقدمت منذ عشر سنوات من فيلسوف مصري هو حسن حنفي ، حيث لجأ إلى نوع من التلفيق السطحي لأفكار وجودية وشخصانية وماركسية سادت في ذلك الوقت .

وعلى العكس من ذلك فإن أطروحة النقري تنطلق من مبدأية منجزة خاصة يعبر عنها في المفهوم الحيوي – وهذا المفهوم الحيوي هو في حقيقته غير مشتق أو مستنتج من أحد ويلعب دوراً نقدياً للفكر العربي المعاصر وبخاصة في خلفياته وإفرازاته السياسية .

    وفائدة المفهوم الحيوي واضحة جداً إلى درجة البداهة …لأنه  يعطينا قدرة واضحة  وكبيرة على فهم وتحليل ونقد الفكر العربي التقليدي (( الفكر القومي )) والفكر الاسلامي (( حركة الاخوان المسلمين )) والحركة الشيعية المستمدة من باقر الصدر . ويوضح لنا المفهوم الحيوي أيضاً الفكر التقليدي الماركسي . الحديث العهد نسبياً في المجتمع العربي .

   هذه الرؤية التقدية الاجمالية المشرقة على الفكر العربي المعاصر ، هي من وجهة النظر النقدية هذه ، تمثل أصالة واستقامة مبدئية حادة ، وتتجنب كل مجاملة .

   ومثل هذه العقلية النقدية المبدئية غير  المجاملة ، لم نرها سابقاً للأسف في الأطروحات الخاصة بالفكر السياسي .

 وفي النهاية فإن هذه الأطروحة الحيوية ، وهي وبسبب عظمة أصالتها المبدأية وقوة فاعليتها النقدية فإنها تجد جذورها في الفكر العربي وبخاصة عند الأرسوزي وايضاً عند عفلق الذي يهمله المؤلف بشئ من السرعة لأسباب تتعلق بالإستقامة المبدأية ، بدون أدنى شك ،، إذ أن عفلق هو أضعف من الناحية الفلسفية بالمقارنة مع الأرسوزي وهذا الأخير تأثر ببعض الفلاسفة الفرنسيين (( برغسون ومونيه )) بشكل خاص ، الألماني فيخته .

من الواضح لو انه توفر للمؤلف الوقت والفرص الملائمة فإنه سيتقدم بنفسه إلى منصة الصدارة ، ليحمل لنا خلال بضع سنوات بأشياء هامة جداً ، ستؤدي في النهاية إلى أن يأخذ هذا البحث الحيوي هذا الاكتشاف موقعه في تاريخ الفلسفة .

 29/9/1983

 

حافظ الجمالي محمود استانبولي محمد الراشد جلال فاروق الشريف جودت سعيد روجيه غارودي
بيير تييه رنيه شيرر اوليفييه كاريه مفيد ابو مراد عادل العوا وهيب الغانم
اتصل بنا من نحن جميع الحقوق محفوظة لمدرسة دمشق المنطق الحيوي 1967 - 2004