مجلة الوطن العربي-10-6-1988-باريس

د . رائق النقري :           المنطق الحيوي  عقل العقل

 مع تعليقات   الدكتور مفيد أبو مراد

 

كتاب في 1271 صفحة مقسمة على أربعة أجزاء وضعه الدكتور رائق النقري: الأستاذ في جامعة باريس , وهو بمثابة مقدمة إلى علم الفكر والسياسة .

الجزء الأول: يندرج تحت عنوان قانون العقل , ويندرج الجزء الثاني: تحت عنوان عقل القانون .  أما الجزء الثالث: فيندرج تحت عنوان القانون والعقل . ويحمل الجزء الرابع عنوان: اللاقانون واللاعقل .

 

الفكرة المركزية لهذا الكتاب تدور على أن القانون العام للكون هو الحيوية التي تتعدى البيولوجيا والسيكولوجيا إلى ما يداني الكوزمولوجية لكونها في العربية من سمات الله ولا تقتصر على الناس فهل أفلح مؤلف الكتاب فيما رسمه لنفسه من خطة.

الدكتور مفيد أبو مراد يقول جواباً : يبدوا أن التزام الكاتب بفرضية معينة أوقعه في انحرافات وأخطاء جسيمة أعادت بحثه إلى مستوى العلة التي يشكو ويعالج , لكونه دعا مسبقاً إلى خيار ثقافي محدد هو الثقافة العربية الإسلامية وإلى خيار جغرافي معين هو سورية . فجعلهما المنارة المرجوة لتحقيق الحيوية لكنه خنق تلك الحيوية من حيث يدري أو من حيث لا يدري بشخصنتها في المكان وفي الهوية أي بإلباسها ثوبًا عربياً إسلامياً سورياً .

الدكتور النقري لا يهمه لا سكان المريخ ولا سكان الأرض .. بل أولاً سكان الوطن العربي ( ص 1240) وبعد أن يجول جولات فسيحة في الفكر اليوناني , ثم في الفكر الإسلامي حديثاً ( الإخوان المسلمين ) وقديما ( الدولة الإسلامية , والبعثة النبوية) وفي الفكر الماركسي متجاهلاً الفكر المسيحي قديماً وحديثاً) أو جاهلاً له , وهو خطيئة أفظع من التجاهل , ينتهي الدكتور النقري إلى حيويةٍ جديدة يراها في التراث الإسلامي ويرى أن العرب هم المجتمع الذي ولد وترعرع فيه التراث أولاً (1240).

الحل عنده إذاً ( ص 1442) بالرجوع إلى الإسلام الحيوي ففيه كل الأماني العادلة والمصالح الحيوية وفيه كل ما يمكننا من نزع مخالب قوى الشخصنة من كل الفئات وفيه كل ما يجعل الأديان والطوائف والمذاهب والأقليات قادرة على العيش بحرية وسلام   بعيداً عن خطر الذبح 

ولكن كيف ...!! وما مدى صحة هذه الفرضية ..؟؟

1- يدعو الكاتب إلى حيوية إسلامية سياسية توحيدية تحريرية ( 1244) تتم بتجاوز الخلافات الطقوسية والمذهبية بحثاً عن الحوار ,حول إيجاد وبلورة لغة المصالح المشتركة والحياة المشتركة (ص 1245)

2- يقبل الكاتب كل مساهمة في الاتجاه النقدي الحيوي من أي مصدر أتى بما فيه المسيحي واليهودي وعباد الشيطان

3- يتوقع أن يتزايد أنصار الاتجاه الحيوي في الغرب وفي الشرق وفي كل مكان في العالم إلى أن ينتصر في مستقبلٍ قريب وبذلك يفتح الكاتب نافذة أمل جدية في جدار الجمود واليأس الذي تسبب به الرعب النووي واتفاقية يالطا .

غير أن فهم الكاتب للمسيحية واليهودية يأتي من ضمن السور القرآنية عن أهل الكتاب (_ ص 1241) وبذلك تندرج كلا الديانتين الموحدتين السماويتين والعالميتين والمتقدمتين زمناً ( على الأقل ) على الإسلام في موقع ذيلي بالنسبة للإسلام . وفي معرض الحديث عن الإيجابيات في الكتاب . يقول الدكتور مفيد أبو مراد : إن الجهد الدراسي والتحليلي الضخم الذي تولاه السيد النقري عظيم ومشكور ولا تحجبه عيوب في النحو والإنشاء أو خطأ في النظر إلى المسيحية واليهودية , نظراً مستمدا من الشرع الإسلامي ويكفي أن حركة الفكر النقدي والمنهجي الحيوي مستعدة لموقف إيجابي من التراث .. تراث الجماهير العربية الإسلامية الذي يندرج فيه ( على قول النقري )( التراث اليهودي والمسيحي بكل تنوعاته وطوائفه ) (ص 1240) وذلك بغية السعي إلى إيجاد أسس أكثر حيوية للعيش المشترك . ولتجاوز صيغ الحوار بالدم (ص 1241) لأنه وفقاً لتعبير النقري " عندما تكون إرادة العيش المشترك هي السائدة فلا يهم أن تكون مسيحياً أو يهودياً أم مسلماً المهم أن تكون أفعالك وطموحاتك متطابقة مع الأماني المشروعة في التقدم والعدل والحرية للغالبية العظمى من سكان الوطن العربي( ص 1241)

ولكن  هذه الأفعال والطموحات تتجسد في واقع الحال بلبنان , أكثر مما تتجسد في سوريا , فلبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يتعادل فيه الإسلام مع المسيحية   فيحس المسيحي والمسلم على السواء بأنهما أبناء البلد الواحد والوطن . " أبناء الست" ولا أحد منهما ابن الجارية . 

 

حافظ الجمالي محمود استانبولي محمد الراشد جلال فاروق الشريف جودت سعيد روجيه غارودي
بيير تييه رنيه شيرر اوليفييه كاريه مفيد ابو مراد عادل العوا وهيب الغانم
اتصل بنا من نحن جميع الحقوق محفوظة لمدرسة دمشق المنطق الحيوي 1967 - 2004