من نحن ؟؟ وماذا اردنا ؟؟ وماذا نريد؟؟ ومالذي لم يتحقق ؟؟ ولماذا ؟؟وكيف؟؟ لندع الوثائق تتكلم
|
الوثائق التاليه تم طرحها ومناقشتها 1989 في محاضرات وندوات حاشدة وصاخبة بين الشهر الثالث والسادس في قاعة اتحاد الكتاب العرب- دمشق. وفي جامعة حلب. والمركز الثقافي في السلمية .. شارك في التحضير لها الباحثون الحيويون: سليمان شرمك ، محمود استنانبولي، محمود حماد.. وأحمد مصطفى، أنور نزهة، علي علي، وكانوا جميعا مع العشرات غيرهم قد اعتقلوا لمدة ست سنوات في سجن المزة ..لانتمائهم الحيوي . ولقد توجت تلك النشاطات بالندوة الحاشدة والاستثنائيه في تاريخ سوريا الحديث..وقد عقدت في مكتبة الأسد الوطنية في حزيران 1989 بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس مدرسة دمشق بعد هزيمة 1967.. والتي دامت يومان بعنوان: الطريق الحيوي لبناء التوازن الاستراتيجي والحوار العربي. :وقد مثل مدرسة دمشق في هذه الندوة كل من الباحثين الحيويين: المهند س الضابط أحمد مصطفى، المحامي أنور نزهة، الضابط في الدفاع المدني علي علي، والمفكر الكاتب محمد الراشد. وقد شارك في تلك الندوة الاستثنائية عدد كبير من مختلف الألوان الفكرية والسياسية ومنهم إلياس مرقص، عفيف بهنسي، وهيب الغانم. |
إرادة الحياة ( الحرية ) الجمهور الكريم تحية الحياة وبعد فاننا نشكر لكم حضوركم وتجشمكم-- رغم الحر الشديد-- عناء حضوركم المكثف .. ولم لا؟؟ فهذه الندوة استثنائيه في تاريخ القطر بكل المعايير .. ونامل من اساتذة الجمعات المحترمين ان يهدؤا قليلا لجلسة النقاش التي سيديرها الاستاذ الفحام ونحن نعلم ان هناك من دفعكم من جهات رسميه وحزبيه في النظام للمشاغبة والاعاقه ليبدو ان تعريض هامش الديوقراطيه يحمل الفوضى والشغب.. رجاء لاتسمحوا لهم باستغلالم حتى ولوكانو من القطريه.. فنحن يا افاضل .. ياساتذة الجمعات.. نطالب بالحريه لكم وبما ان هدف الندوة هو بحث سبل بناء التوازن الاستراتيجي وبما ان ذلك يعني كما تحدث الصديق رائق ضرورة تطوير البناء السياسي الداخلي.. تعريض الهامش الديوقراطي .. وتشجيع المعارضه حيويه.. وتنمية العمل الشعبي غير الحكومي.. فاننا بحاجة للتوقف عند تجربتنا نحن الحيوين لنرى معكم ماذا اردنا .. ولماذا وماذا نريد الان ولماذا ونسمع منكم انتقاداتكم لتجربة الحيويين.. لنعرف كيف يمكن تطويرها .. وتنويعها لتستوعب وتغتني بطاقات شعبنا على طريق ارادة الحياة الحريه وسنترك لمدير الندوة و للاساتذة وهيب الغانم والياس مرقص امر الرد وادارة النقاش
اولا ـ لمحة تاريخيــــة : تأسست الطليعة الحيوية بعد هزيمة 1967 ، للرد على التحديات الحضارية ، التي كشفت الهزيمة مقدار عمقها ، وخطورتها ومقدار هشاشة البنى السياسية ، والفكرية السائدة شعبياً ورسمياً ، والموروثة من قرون الانحطاط ، خلال الـ 22 عاماً الماضية ، استطاعت الطليعة الحيوية ، أن تتقدم ، باتجاه هذا الهدف على ثلاث مستويات : 1ـ على المستوى النظري : ـ العمل الدؤوب لمراجعة التراث النظري العربي والعالمي ، لتقديم قراءة لقانون الكون ، والمجتمع ، والفرد ، والفكر ، والسياسة ، قادرة على تجاوز مأزق الحركة الثورية العربية والعالمية وتجاوز المعالجات التجريبية والترقيعية ، وغير ذلك من المعالجات السطحية ، التي أدت إلى قصور وشرذمة وتناحر ( الناصريين والبعثيين ) وغيرهم من القوى الحيوية العربية ... استطاعت الجهود الشابة الجريئة ، الموسوعية ، أن تنجح في تقديم قراءة لهذا القانون العام بوصفه ( المنطق الحيوي ) الذي حاز المصداقية العلمية ، ودُرّس في جامعات باريس كنتاج لـ : ( مدرسة دمشق للفكر النقدي والمنهجي الحيوي ) وبوصفه منعطفاً ، في التعبير عن قانون الكون بشكل يتجاوز منطق الجوهر الصورى ، والجوهر الديالكتيكي ، ليتلائم من منطق العصر ، منطق زوال الجوهر ، منطق الشكل ، منطق الحوار ، منطق حقوق الإنسان ، ومنطق ولادة العالم الثالث وزوال عصر الامتيازات الجوهرية كهيمنة دولية وكقوى عنصرية وعرقية أو قومية أو طائفية أو طبقية .. ألخ . 2ـ على المستوى التنظيمي : ـ لم تطرح الطليعة الحيوية ـ نفسها ـ خارج الإطار القومي الاشتراكي في العالم العربي . وقد تم السعي لتقديمها للمسؤولين في القيادة القومية أكثر من مرة 1969ـ 1972 ـ 1974ـ دون جدوى . الأمر الذي لم يمكن التنظيم من تجنب السلبيات التي تعرض لها في ظروف مفهومة في تاريخ القطر .. والتي كان يفترض ـ رغم قسوتها ـ أن تكون عاملاً إيجابياً في مقاومة تيار التفتت الطائفي وأن ـ يساهم في إيجاد فرصة مقنعة بضرورة وحدة جناحي البعث في سوريا والعراق ورفع منسوبه الحيوي ، لولا، أن الأحقاد والعفن الطائفي ، والأوهام ، كانت أكبر ، وكادت تسحق تلك البراعم الحيوية الاستثنائية في صيغ ظهورها ، وفعاليتها ، على الساحة العربية ، والعالمية ، والتي نبهت منذ عشرين عاماً إلى نواحي القصور في النظرية الماركسية ، وتطبيقاتها ، ونبهت إلى نواحي القصور في التيار القومي ، وضرورة المعالجة الحيوية للتراث العربي والإسلامي ، كملهم ودليل للحرية في المجتمع العربي ، ووعت نواحي القصور التنظيمي في التجربة الفئوية الحزبية الأحادية وأوجدت البدائل الحيوية ، لكل ذلك، لا على المستوى العربي فقط ، بل والعالمي اتساقاً مع معطيات العصر .. والتي ، لم يتسق معها ـ إلى الآن ـ كثير من الحركات الحيوية العربية . وانسجاماً مع المفهوم الحيوي للحرية ، الذي ينطلق من أن الحرية ، هي قضية الحياة ، التي لا تتجزأ لكل البشر ، وعلى مر الزمان ، إلا أن صيغ التقرب إلى الحرية ، ليست واحدة في كل المراحل وفي كل المجتمعات ، وأكثر من ذلك ، فإن لكل مجتمع طرق متعددة ، كاحتمالات ، وبدائل لا يجوز مصادرتها ، وتقاس حيويتها من خلال قدرتها ، ونتائجها في تحريك الجماهير باتجاه إرادة الحياة .. الحرية ، على المستوى المحلي ، والعالمي . ضمن مؤشرات عامة ، تتسم بالاشتراكية الديموقراطية الثورية ولذلك فإن
النظام الداخلي الحيوي ، تضمن مواد منها (1) ـ الطليعة الحيوية ليست وصية على الجماهير وليست بديلاً (2) ـ لا توجد صيغة تنظيمية واحدة ، وأحادية للاستقطاب الطليعي الحيوي .. (3) ـ النظام السياسي الحيوي يضمن حرية المعارضة الحيوية ، من أجل أن لا يكون التغيير بالدسائس ، ولئلا يكون الاستمرار بالدم . (4) ـ اعتماد طريقة الانتخاب والترشيح الاجماعي الاجباري ، لاتخاذ أفضل القرارات وإيصال أفضل القيادات مع التقييم بعلامات موضوعية علنية ، للمناضلين الحيويين (5) ـ لكي لا يتشوه المثل الأعلى للعمل السياسي ويستمر التواصل العفوي مع الجماهير ، فإن ( أميـر الحيويين ) لا يستلم مهام تنفيذية مباشرة ، وهذه المبادئ لا يجوز تعديلها بل تعليقها لطروف استثنائية ومحددة سلفاً ، لا تزيد عن عشرة سنوات ..... 3ـ على المستوى السياسي : ـ البلورة التطبيقية للمفهوم الحيوي للحرية ، كمفهوم يتحدد بسمات الاشتراكية والديمقراطية والثورية .. تعاش على المستوى العربي السوري ، من خلال (( المعتمرات الاشتراكية الديمقراطية الوحدوية المقاتلة )) كمختبرات حيوية خلاقة للثورة العربية وللاتساق مع إرادة الحياة . الحرية ، حددت صيغتها في عدة كتب في السبعينيات لكي تكون قابلة للتنفيذ بدءاً من السلطة السائدة وقتها ، إلا أن ظروفاً سلبية معروفة ، ومفهومة في تاريخ القطر ، جعلت هذه الرؤيا غير قابلة لأن تكون مقبوضة في حيثه ، ولو أخذ ببعضها ، لتجنبنا الكثير من الانهيارات ، وإذا كانت المختبرات الحيوية غير قابلة لاستقطاب الحماس كما كان الحال سابقاً ، فإن هذا لا يعني أن خطوطها الأساسية لم تعد صالحة ، كمنطق للعمل الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي الحيوي ، وكإطار بيئي للعيش الإنساني ، بشكل أكثر اتساقاً مع إرادة الحياة : الحرية وهذه الصيغة تعد الهدف الأول لكل التخطيطات العمرانية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية للغرب ، ويعرف هذا الاتجاه بأنصار البيئة "الخضر " ، حيث تتنافس كل القوى السياسية الغربية لتلبية متطلباتهم الحيوية ، وهي حالة تضمنها المختبرات الحيوية ، ونحن في العالم الثالث أحوج إليها .. ولو أن الأموال التي دخلت القطر ، والإنشاءات التي تمت ،كانت وفق هذه الصيغة ـ لكان لدينا الآن بلداً قادراً على الخروج من العالم المتخلف .. قبل نهاية القرن ، وأقدر على تحقيق التوازن الاستراتيجي ، ولا بأس من التنويه مجدداً ، إلى أن الانهيارات التي تمت على المستوى الرسمي والشعبي العربي ، أمام المخططات الدولية والصهيونية ، وما رافقها من تعاظم للموروث الانحطاطي والطائفي ، وضع المنطقة العربية على طريق التفتت ، والتبعية لصالح الكيان الصهيوني ، كل هذا يجعل أولويات البرمجة السياسية الحيوية ، تتطلب إعادة مقاربة مشروع المختبرات الحيوية ، وفق المعطيات والمستجدات المحلية ، والعربية والدولية .
لمحة عن البرنامج السياسي للتحول الحيوي السلمي في سوريا وقبل عرض البرنامج السياسي الحيوي في هذه المرحلة ، فإنه يفضل عرض بعض المواقف الموثقة التي أقرتها المؤتمرات التأسيسيةالخمسه للطليعة الحيوية التي كانت تعقد سنويا في 23 منالهر الثاني عشر من كل عام بدءا ب1970:-1975، والتي نشرت في العراق ، وبيروت 1978 ومنها الوثائق التالية : ـ من 208ـ 215 و276ـ281 ونفضل وضعها كصور منقولة عن البرنامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت المنتشر منذ ذلك الوقت . التأمين السياسي الداخلي للقطر السوري إن الساحة المحلية السورية مهيأة للالتفاف حول أي سلطة تسير بها في هذه الطريق بحيث تكون حصناً يقي السلطة من السقوط .. وكلما اشتدت الضغوط على هذه السلطة لتثنيها عن السير في هذه البرمجة الحيوية فإن الشعب يزداد تلاحماً مع السلطة الحيوية هذه مضحياً بكل شيء في سبيل استمرارها على نهجها الحيوي . وهذا التأييد الجماهيري ضمن هذه الظروف البطولية يمكن السلطة من تعميق المشاركة الجماهيرية في تحمل المسؤولية العامة ويسهل عملية المقاربة بين المستوى الرسمي والشعبي على النحو الذي ستوضحه لاحقاً والذي يمكن الاشارة إليه بأنه يستهدف إطلاق حرية المبادرة الساسية العلنية المنتظمة وفق ميثاق وطني حيوي مقبول من الغالبية العظمى للمواطنين تستهدف تحقيق جبهة وطنية ( حيوية اشتراكية ديمقراطية وحدوية مقاتلة ) تعمق المسيرة الحيوية .. 201 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 201 ولكن السؤال المهم هنا هو كيف السبيل إلى إيجاد سلطة وطنية يمكن أن تلتزم بمسؤولية هذه البرمجة الحيوية . للإجابة عن ذلك لا بد م نالتأكيد : ـ (1) إن الطليعة الحيوية لا ترى أن صيغة الاقتحام الساطوي بمؤامرة انقلابية عسكرية هي الصيغة الحيوية لتأمين حيوية السلطة وذلك بالنسبة لجميع المجتمعات وليس القطر العربي السوري فقط . إلا في حالة وجود خطر اجتماعي شامل يتهدد المجتمع بسبب وجود سلطة متواطئة أو عاجزة عن النهوض بمتطلباته بما يلبي الاحتياجات الحيوية الوطنية ومطامح المواطنين . وفي هذه الحال فإن الانقلاب العسكري يكون من قبل تحصيل حاصل ومع ذلك يخشى من انحراف العسكريين عن إرادة الجماهير وتحولهم عن واجبهم في تأمين الدفاع الوطني إلى العمل السياسي المحترف ولغايات سلطوية بحتة تفتح سجلاً للتناحر بين المغامرين لن ينتهي .. إن هذا الكلام لا يعني التشكيك بوطنية العسكريين أو يعني ضرورة عزل العسكريين عن المشاركة في تقرير مصير وطنهم كغيرهم من المواطنين ولكن لمجرد وضعهم كمواطنين وليس كمسلحين . وهذا الكلام لا يعني أيضاً أن القطاع العسكري لا يمكن أن يناط به مهام سلطوية معينة إذ أن ذلك يمكن أن يتم في مراحل استثنائية مؤقتة وذلك بعرض الجماهير وطلبها كما هو الحال في كثير من 209 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 209 المجتمعات . ولكنه يعني بالتأكيد ضرورة جعل السلطة ديمقراطية .. وعندما تكون السلطة بيد المسلحين وبقوة سلاحهم فإنه يمكن أن تكون كل شيء إلا أن تكون ديمقراطية مع استثناء واحد وحند . هو أن تكون الديمقراطية تعني اختيارهم والموافقة على استمرارهم في السلطة .. (2) وبالنسبة للقطر العربي السوري فقد عانى الكثير من لعبة الانقلابات التي أدخلتها الامبريالية الأمريكية بدءاً من انقلاب حسني الزعيم وهو طريق ثبت أنه غير مضمون حتى بالنسبة للقوى التي تقوم به ، فهو يفتح سجلاً من التناحر السلطوي الرخيص على حساب مصلحة الشعب وحسب .. والقطر لم يعد يتحمل مزيداً من المغامرات الانقلابية وبخاصة بعد مرحلة عام 1973 حيث حشد الكيان الصهيوني والاستعمار الأمريكي قدراتيهما من أجل تصفية روح المقاومة للصهيونية وانتزاع الاعتراف العربي بها وعزل الأقطار العربية عن بعضها بدءاً بمصر وتفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية بدءاً بلبنان فسوريا .. والقطر السوري هو الآن وللأسباب التي أوضحناها في الفصل الثاني مهيأ وللأسف الشديد لأن تكون وحدته الوطنية موضع خطر يمكن لأية مغامرة عسكرية إنقلابية مهما كانت حيوية أهدافها وحيوية القوى التي وراءها أن تؤدي إلى كارثة وطنية لا للقطر بل للوطن العربي ككل . 210 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 210 (3) ومن مطالعاتنا للتجربة الفئوية السياسية كما وردت في الفصل الثاني يتبين أنه ليس ثمة قوى بديلة أكثر حيوية وقادرة تنظيمياً على الحلول محل السلطة القائمة .. وليس في القطر بدائل سياسية بصرف النظر عن حيويتها يمكنها أن تحل محل السلطة القائمة حالياً . ففي الشارع السياسي ثلاثة نماذج سياسية متباينة: أ ـ النموذج الماركسي ( الحزب الشيوعي ) : وهو أضعف من أن يطرح بينه وبين نفسه أن يكون بديلاً سياسياً في موضع السلطة وهو أمر أبعد ما يكون عن أن ينال موافقة السفارة السوفيتية والأساتذة في موسكو . وهم يرون في وجودهم الحالي ضمن إطار الجبهة نصراً كبيراً يودون المحافظة عليه . ب ـ النموذج العنصري الديني ( الاخوان المسلمون ) وهم أيضاً أعجز من أن يفكروا في استلام السلطة وضمان استمرارهم فيها فهم ومنذ عام 1950 وبظروف برلمانية كانت تسمح للأخوان المسلمون بالوجود العلني المنظم ويتاح لهم نيل الدعم من القوى الخارجة لم يستطيعوا مع أنصارهم أن يجعلوا دستور الدولة ينص على كون دينها إسلامياً ودخلوا معركة خاسرة انتهرت عليهم القوى الحيوية وقتئذ بقيادة التيار القومي الاشتراكي ( حزب البعث العربي الاشتراكي بأجنحته ) . 211 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 211 جـ ـ النموذج القومي الاشتراكي وهو يضم فئات عديدة ، الوحدويين الاشتراكيين ، الاشتراكيون العرب ، الاتحاد الاشتراكي وحزب البعث العربي الاشتراكي ، ولكل فئة أجنحة متباينة ولا يمثل أي منها مشروعاً سياسياً مغايراً لغيره بشكل جذري . ويعد جناح البعث الحاكم أقوى الأجنحة عملياً وليس ثمة بديل واقعي محتمل للسلطة الحالية إلا من خلال السلطة البعثية نفسها وهو احتمال أخذ بالتضاؤل منذ صعود حافظ الأسد لرأس السلطة .. ويكاد يبدو حالياً ومنذ معارضة الرئيس حافظ الأسد الجادة للحلول الاستسلامية الساداتية بعد زيارة هذا الأخير للقدس وبعد الخطوات الوحدوية بين سوريا والعراق احتمالا متلاشياً وهو حتى في حال حدوثه لا يتوقع أن يكون حالياً ولعدة سنوات بديلاً أفضل بالنسبة لمصلحة الوطن بل ربما يكون أسوأ لأنه سيفتح مسلسل التناحر السلطوي من جديد. وعدم توقع بديل أكثر حيوية يعود إلى أن بنية حزب البعث وبنية حكم الحزب الواحد وبنية التغيير تبعاً للنفوذ العسكري محكومة بمستوى معين من الحيوية لا نبالغ إذا قلنا أن الطاقم الحالي تجاوزه في بعض الميادين بالمقارنة مع بعض من سبقهم أو غالبية الأطقم الحاكمة في الوطن العربي حالياً . أما النموذج الحيوي الذي تطرحه الطليعة الحيوية 212 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 212 الاشتراكية الديمقراطية العربية فهو لا يطرح نفسه خارج النموذج القومي الاشتراكي بالنسبة للوطن العربي كما لا يطرح نفسه للتصدي لمسائل السلطة الإيجابية قبل عشر سنوات أخرى على الأقل لأن بلورة تنظيم طليعي حيوي يحتاج إلى فترة أخرى من المعارضة دون أن يعني ذلك تخليه عما يقتضيه الواجب الوطني ولكنه في كل الحالات يفضل أن يتاح له المشاركة من موقع المعارضة المسؤولة ويمكنه انطلاقاً من سلطة تمثل النموذج القومي الاشتراكي أن يأمل النهوض بمسؤوليات البرمجة الحيوية أو ببعضها على الأقل ... وبصرف النظر عن تمثيله في السلطة . ولكن ينبغي الأخذ بالحسبان أن كون المنطقة عرضة للتهديدات الامبريالية والصهيونية والرجعية المتواطئة معها فهذا يمكن أن يؤدي إلى سقوط السلطة الوطنية بسبب اتجاهاتها المصيرية وبخاصة بعد المسيرة الوحدوية المقاتلة مع القطر العراقي الأمر الذي يؤدي إلى ضرورة مواجهة المسؤولية الوطنية الحيوية للتصدي للسلطة العميلة ولكن يجب أن يتم ذلك أيضاً في صيغة جبهوية وعلنية فالنضال الحيوي لا يحتاج بعد الآن وفي مثل تلك الحالات إلى صيغ تآمرية بل إلى مواجهة علنية وفق ميثاق اشتراكي ديمقراطي وحدوي مقاتل يستقطب الجماهير . (4) السلطة البعثية القائمة حالياً في القطر السوري هي 213 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 213 سلطة وطنية بصرف النظر عن موقفنا من حيوية مواطنتها وبصر النظر عن موقفها من الطليعة الحيوية إذ لا زالت السلطة الحالية تعتقل ومنذ عامين تضع نسبة كبيرة من بين المعتقلين هم من مناضلي الطليعة الحيوية وهو أمر وإن كان من السهل تلمس مبرراته بالنسبة لمصلحة السلطة القائمة كسلطة ولكن ليس له أية مبررات بالنسبة لها كسلطة وطنية وبخاصة بعد تكشف هويتهم ومع ذلك فإن الحيويين لم يستغربوا هذا التصرف ولا هم يرون فيه أمراً سيئاً إذ من شأنه على الأقل عجم عودهم وبلورة حيويتهم ودفع رسم دخولهم إلى الساحة السياسية . والصفة الوطنية التي نطلقها على السلطة الحالية ليس تبرئة لها من قصورها في التأمين الحيوي لمواطني القطر وعجزها عن رفع قدرتهم على التجلي الحيوي بل مساهمتها أحيانا بشكل أو بآخر بخفض المنسوب الحيوي المعاش في القطر بشكل عام .. بل هي صفة موضوعية نرى أن عدم تقريرها هو من قبيل التهجم والمبالغة في تقدير الموقف ليس إلا . ونحن نعتقد أن عصر السلطات العميلة عمالة مباشرة للاستعمار قد ولى منذ أكثر من عشر سنين على الأقل بالنسبة لغالبية أقطار الوطن العربي . بل إننا نرى السلطات القائمة في بعض الدول النفطية والتي هي رجعية بالفعل ، أنها ليست سلطات عميلة بل هي سلطات وطنية وما بينها وبين القوى 214 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 214 الدولية الأوروبية الأمريكية بشكل خاص لا يعدو أن يكون توافقاً في العقلية والأيديولوجية وبالتأكيد ليس ثمة من يعتقد بأن ملك السعودية أو أمير الكويت يتلقى أموالاً من رئيس أمريكيا لقاء مواقف معينة بل الصحيح أن ملك السعودية على سبيل المثال يساهم في الحملات الانتخابية الإيطالية والفرنسية والأمريكية وله فضل على كثير من الصاعدين إلى السلطة وليس بخاف على أحد بعد فضيحة ( ووترغيت ) أن نيكسون مول حملته الانتخابية بمساعدات سعودية .. وأن من جملت الاتهامات التي وجهت إليه هو قبول رشاوى سعودية عن طريق مجوهرات أهديت لزوجته ولم يدخلها في سجلات البيت الأبيض لتبقى له بعد رحيله عنه . ولا يجوز تفسير ارتباطات هذه الدول بالمصالح الأمريكية بأكثر من الرضوخ إلى التوازن الدولي الذي أقرته القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية منذ مؤتمر يالطا . . وهو أمر تعرف روسيا قبل غيرها أن أي تبدل جذري فيه قد يؤدي إلى حرب عالمية ومن المعروف أن ضغط التوازن الدولي هذا لم تجابهه الأحزاب الشيوعية الأوروبية بل أن الحزب الشيوعي الأسباني أعلن رسمياً عن موافقته على بقاء أسبانيا ضمن حلف الأطلسي والحزب الإيطالي أعلن عن ذلك أيضاً . ولا نعتقد أن هذه الأحزاب عميلة للاستعمار الأمريكي .. بل هي بالتأكيد أحزاب وطنية يسارية حيوية في مستى مواطنتها ويساريتها ... وإذا كنا نقول أن السلطة الحالية وطنية فهذا 215 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 215 بالتأكيد لن يمنعنا عن مواصلة النضال والوقوف ضدها في كل المواقف التي نراها فيها تعجز أو تتنصل من مسؤولياتها في البرمجة الحيوية ولكن بالتأكيد أيضاً ستبقى وسائلنا في هذا النضال في الحدود التي نراها صالحة لرفع المنسوب الحيوي للتجربة السياسية المعاشة . (5) ومن ذلك كله يتبين لنا أن الساحة الوطنية القائمة حالياً في القطر يمكنها أن تنهض بمسؤوليات الاستراتيجية الحيوية المطلوبة وذلك بتعميق وتأصيل وتجذير اتجاهاتها الحيوية في مسائل الجبهة الوطنية والهيئات الدستورية العامة بأقصى الإمكانيات في طريق جبهة الصمود والتصدي . ونحن نرى إمكانات السلطة القائمة حالياً في السير بهذا الطريق قد ازدادت وتعاظمت بدرجات نوعية بعد تحقيق الميثاق القومي بين بغداد ودمشق الذي يؤمل له قبل صدور هذا الكتاب أن يوجد القطرين في دولة دستورية تكون قاعدة ضخمة للمسيرة الحيوية الاشتراكية الديمقراطية الوحدوية المقاتلة . ويمكن لهذه الخطوة أيضاً أن تعيد كثيراً من الحيوية التنظيمية والسياسية التي افتقدها حزب البعث وبالمقارنة مع امكاناته في الخمسينيات وأن يجعل تجربة البعث أقدر على تحقيق أهدافها الحيوية . 216 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 216 ولقاء القطرين بل وإنهاء الخلاف بين جناحي البعث هو في رأس المطالب التي نادت بها الطليعة الحيوية ومن جملة الأسباب التي أدت إلى تعرضها لمزيد من الأذي والتي يعرفها كل من القيادتين في القطرين !! ب ـ التأمين السياسي العربي البرمجة الحيوية المطلوبة تحتاج إلى قدرات مالية وسياسية ليست متوفرة بالحجم المطلوب في حدود القطر وحتى في حال توفر ذلك فإنه من الخسارة واللا معقول إضاعة القدرات المالية والسياسية التي يمكن تحصيلها من إمكانات الأقطار العربية الأخرى . والتأمين السياسي العربي ليس مجرد هدف نفعي آني يمكن الاستعاضة عنه بغيره بل هو هدف حيوي أساسي في التأمين الحيوي الفئوي للمواطنين لا في القطر السوري فقط بل في سائر أرجاء الوطن العربي يجب العمل على دفعه ليصل إلى أشمل وأمتن مستويات الوحدة لتكوين دولة عربية من المحيط إلى الخليج لها علم واحد وحكومة مركزية واحدة وجيش واحد وسياسة خارجية واحدة تعمل في الميدان الدولي ككيان واحد ... ولذلك يجب أن يعطى التأمين السياسي العربي أهمية وأولوية لا تقل عن الأهمية التي تعطى للتأمين السياسي المحلي الداخلي وفي سبيل ذلك يجب السعي لتحقيق أمتن أشكال التضامن العربي والانفتاح على الأقطار العربية.. 217 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 217
ثالثاً : البرمجة الحيوية لنشر وتعميق المسؤولية العامة من أجل تعميق ونشر المسؤولية السياسية العامة ورفع مستوى حس المواطنة العامة بين المواطنين يجب دفع المواطنين في صيغة تدفعهم للمبادرة السياسية وإتاحة المجال لكي يبلوروا مبادرتهم ويختبروا حيويتها على أرضية اشتراكية ديمقراطية وحدوية مقاتلة . ولكن طلب ذلك فوراً وبدءاً من الوضع الحالي في ظروف القطر السوري التي علمناها سابقاً من شأنه الوقوع في فوضى كلية تؤدي إلى بروز اتجاهات قد لا تكون حيوية وبخاصة أن الموروث الانحطاطي العفن يعشش في نفوسنا وعلاقاتنا تجاربنا الاجتماعية عامة على النحو الذي رأيناه في الفصل الثاني . ولذلك لا بد من الانتقال إلى مرحلة التحرر السياسي 276 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 276 الحيوي الشامل من المرور عبر مراحل تضمن سيادة الاتجاه الحيوي في المبادرة السياسية وهذه المراحل هي : ـ مرحلة الانطلاق : وهي المرحلة الحالية حيث يجب تثبيت الهيئات الديمقراطية كالإدارة المحلية ومجلس الشعب والجبهة الوطنية والسعي إلى تعميق مضمونها الحيوي وذلك بتوسيع دائرة المشاركة الوطنية الحيوية في إطار الجبهة الوطنية القائمة حالياً وذلك بضم الفئات والأجنحة المؤهلة لتعميق ميثاق الجبهة باتجاه اشتراكي ديمقراطي وحدوي مقاتل . وفق البرمجة الحيوية للتجربة الفئوية التي سنعرضها لاحقاً . وفي هذه المرحلة يمكن أن يبقى حزب البعث العربي الاشتراكي كحزب قائد للجبهة الوطنية والبنية السياسية والدستورية في القطر لكون الأهداف السياسية للبعث تمثل الحد الأدنى الذي يجب أن تلتقي عنده الفصائل السياسية الأخرى بصرف النظر عن مضامينها الأيديولوجية وسبلها التنظيمية وبقاء حزب البعث في مرحلة الانطلاق كحزب قائد يضمن الحد الأدنى الحيوي المطلوب وطنياً وهو من لا يستطيع تأمينه حالياً وبالظروف السائدة غير حزب البعث وهو الحزب الوحيد الذي يمكنه الهيمنة على القوات المسلحة لبقاء السياسة مستقرة حيوياً تمهيداً لإخراجها عن معترك السياسة اليومية الداخلية وفي مرحلة الانطلاق يجب إعطاء القوى الفئوية المشاركة في الجبهة الحيوية حرية التعبير والتنظيم 277 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 277 العلني في جميع القطاعات باستثناء القوات المسلحة لتعزيز استقرارها بمنأى عن الاتجاهات والمتغيرات السياسية التكتيكية والعمل على تحويل المنهاج القومي الاشتراكي للبعث إلى منهاج سياسي وتثقيفي ملزم للقوات المسلحة والتمهيد في طرحه من إطار فئوي بعثي إلى إطار فئوي وطني شامل . 2ـ مرحلة الانتقال : وفي هذه المرحلة يجب إزالة شعار الحزب القائد وإلغاء العمل السياسي الحزبي في الجيش والمؤسسات الأمنية وتسييسها وطنياً في حدود صيانة الميثاق الحيوي الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي المقاتل وإطلاق حرية التمثيل السياسي بحيث تكون الفئة السياسية أو التحالف السياسي الأقوى في البرلمان الوطني هي الفئة القائدة وفي سبيل ذلك ضمان بقاء المسيرة الحيوية ضمن صيغتها الاشتراكية الديمقراطية الوحدوية المقاتلة . ويمكن تقييد التمثيل السياسي بحدود اشتراط أن يكون المرشحين من الذين يلتزمون ويتعهدون بالمحافظة على الميثاق الحيوي الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي المقاتل ولضمان بقاء ذلك وضمان بقاء المسيرة الحيوية يمكن إبقاء شعار المسيرة وهو الشخص الذي يرشحه حزب البعث أو الجبهة الوطنية الحيوية ويفضل ترشيح عدة أشخاص لترويض نفسية المواطنين على تجربة الاختيار ويجب أن يلتزم قائد المسيرة مسبقاً بالمحافظة على الميثاق الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي المقاتل وتعميق التحول إلى المختبرات الحيوية مع إعطائه 278 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 278 صلاحية دستورية مؤقتة لحل المجلس المنتخب الذي يناقض هذه الأسس . 3ـ مرحلة التحول الحيوي : وهي المرحلة التي يجب أن يطلق فيها حرية المبادرة السياسية والتمثيل السياسي بأوسع مستوياته وفي هذه المرحلة يجب أن يكون قد أنجز خلالها 60% من تحول السكان إلى المختبرات الحيوية ويمكن وضع لوائح تشترط التمثيل السياسي وفقاً لمعايير موضوعية تتضمن نسبة مشاركة المرشح السياسي في النضال للتحول الحيوي وذلك حسب لوائح سنوضحها في البرمجة الحيوية للتجربة القيادية . ويجب أن لا يمر أكثر من عشر سنوات للوصول إلى هذه المرحلة . وإذا قيل أن المنطقة العربية وبسبب من قرون الانحطاط المعاشة وبسبب الصراع والتنافس الامبريالي على استعمار الوطن العربي ونهب ثروته وبسبب وجود الكيان الصهيوني ككيان يستهدف إنهاء حيوية الأمة العربية وبسبب وجود أنظمة يرتبط استمرار وجودها مع استمرار الأوضاع الحالية في الوطن العربي لذلك فإن مقاومة التحول الحيوي ستكون شديدة وسوف تسعى القوى المعادية لإرادة الحياة من الداخل ومن الخارج على التسلل عبر قنوات الحرية السياسية وربما اجتياحها بتيارات لا حيوية وتخريب وعكس المسيرة الحيوية . لهؤلاء نقول أن وجهة النظر هذه تعكس شيئاً واحداً هو الشعور بالضعف وعدم الثقة بأصالة التوجهات الحيوية للجماهير والجماهير العربية بشكل خاص . 279 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 279 والشك بقدرة التيارات الحيوية على استقطاب الجماهير وتوجيه الساحة السياسية حيوياً . كما أن هذا المنطلق يعكس نفسية فوقية سلطوية تحتقر قدرات المواطنين بالتبصر بشؤونهم وتعكس منطق الوصاية على الآخرين والنظر إليهم كأدوات ودمى مسرحية عليها الانصياع للأوامر فقط . ومثل هذا النظام التسلطي الفوقي الاستبدادي حتى في حال كون نواياه وطنية فإن ذلك لن يؤدي عملياً إلا إلى إضعاف حيوية المواطنين في الشعور بالمسؤولية العاملة وخلخلة الحس بالمواطنة بل استفزازهم لوضعهم في موقف معادي لوطنهم . كما ينبغي التنويه إلى أن وجود بعض الاتجاهات اللا حيوية في الساحة السياسية من شأنه أن يعزز ويسخن القوى السياسية الحيوية ويبلور قدرتها بشكل يمكنها من تجاوز الثغرات التي تتسلل منها القوى المعادية للحياة إذ ليس كالحرية معلماً وموجهاً لاختيارها مع التأكيد مرة إخرى بأن تحقيق القاعدة الحيوية المتمثلة في المختبرات الحيوية هو الكفيل برفع المنسوب الحيوي للتجربة السياسية المعاشة ورفع قدرة المواطنين على التجلي الحيوي في التجربة الاجتماعية المعاشة . 280 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 280 ثانياً : البرمجة الحيوية للعمران الإداري كتجربة فئوية تنقسم البرمجة الحيوية للتجربة الفئوية إلى ثلاث مستويات 1) محلي 2) عربي 3) عالمي . 1ـ على الصعيد المحلي السوري : أ ـ يجب العمل على تعميق الوحدة الوطنية وذلك بإزالة خارطة التجمع الفئوي العنصري للسكان الموروثة من عهد الانحطاط والاحتلال بحيث لا يبقى ثمة مناطق لها صفة علوية وأخرى سنية أو درزية أو مسيحية أو اسماعيلية أو أرمنية أو آشورية أو شركسية أو تركمانية ألخ .. بل يجب خلط السكان وتذويبهم ضمن بوتقة تئوية وطنية حيوية وذلك من خلال توزيعهم بنسب واتجاهات مناسبة إلى المختبرات الحيوية التي ستكون بمثابة قاعدة حيوية لإنطلاق الوحدة الوطنية الحيوية . ب ـ يجب تحديد التنظيم والتواجد الفئوي السياسي وفق قواعد حيوية تضمن عدم وقوع التجربة الفئوية في مستنقع العنصرية بجميع أشكالها الدينية والطائفية والقومية والإقليمية والقبلية والعشائرية والعرقية والجنسية ويجب أن يكون الالتزام الحيوي بالتشكيل الفئوي تحت إشراف الدولة . جـ ـ تنمية التنظيمات المهنية والثقافية والاجتماعية المتنوعة على هذه القاعدة الحيوية وباتجاه تعميق قدرتها في تحسين شروط عملها بشكل يعمق مسيرة التحول الحيوي . 281 من النامج السياسي الحيوي الصادر 1978 بغداد-بيروت صفحه 281 ------------
ثانياـ البرنامج السياسي الحيوي للمرحلة الراهنة : نحو المعرضة الحيوية مشروع البرنامج الفكري السياسي والحيوي في المرحلة الراهنة وانطلاقاً من القطر السوري 1ـ العمل على تجذير (( مدرسة دمشق )) (( الأكاديمية والبرلمان الحيوي الشعبي )) ـ لمحة تاريخية : أسسها د . رائق النقري بعد هزيمة حزيران في 23/12/1967 كتنظيم طليعي حيوي يستقطب ويصنع مجموعات بحث فكري وسياسي حيوي للرد على التحديات الحضارية ، التي كشفت الهزيمة مقدار عمقها ، وخطورتها ، ومقدار هشاشة البنى السياسية والفكرية السائدة شعبياً ورسمياً ، والموروثة من قرون الانحطاط . منذ 22 عاماً إلى الآن ـ استطاعت مجموعات البحث الفكري والسياسي الحيوي ، أن تتقدم كطليعة حيوية لتحقيق أهدافها على هذه المستويات . أ ـ على المستوى النظري : العمل الدؤوب لمراجعة التراث النظري العربي والعالمي ، لتقديم قراءة لقانون الكون ، والمجتمع ، والفرد , والفكر , والسياسة ، قادرة على تجاوز مأزق الحركة الثورية العربية والعالمية ، وتجاوز المعالجات التجريبية والترقيعية ،وغير ذلك من المعالجات السطحية التي أدت إلى قصور وشرذمة وتناحر ( الناصريين والبعثيين ) وغيرهم من القوى الثورية في العالم ( الصين ـ الاتحاد السوفياتي).. استطاعت الجهود الشابة الجريئة ، الموسوعية ، أن تنجح في تقديم قراءة لهذا القانون العام بوصفه ( المنطق الحيوي ) منعطفاً في التعبير عن قانون الكون بشكل يتجاوز منطق الجوهر الصوري ، والجوهر الديالكتيكي ، ليتلاءم مع منطق العصر زوال الجوهر ، منطق الشكل ، منطق الحوار ، منطق حقوق الإنسان ، ومنطق ولادة العالم الثالث ،وزوال عصر الامتيازات الجوهرية كهيمنة دولية وكقوى عنصرية ، عرقية أو قومية أو دينية أو طبقية ... وقد حازت ـ هذه القراءة ـ المصداقية العلمية في أعلى الهيئات الأكاديمية العالمية ودرست في جامعات باريس كنتاج لـ مدرسة دمشق للفكر النقدي المنهجي الحيوي ، تمييزاً لها عن مدرسة فرانكفورت ولأهميتها في إعادة مقاربة المسألة النظرية الثورية عالمياً ،من مواضع العالم الثالث ، حيث يشكل العالم العربي والإسلامي جبهته الاستراتيجية في مواجهة قوى الهيمنة الدولية ، وتمثل دمشق القلب الثقافي والسياسي لهذا العالم بوصفها عاصمة أول دولة استقلت من الاستعمار الحديث قبل كل الدول العربية والإسلامية ، وقبل الهند والصين . والحيويون الذين انتدبوا أنفسهم لهذه المهمة التاريخية ينتمون إلى جيل ما بعد الاستقلال . حيث كان دمشق تقود النهوض الحيوي العربي متلاقية وداعمة للقاهرة 1956 وبغداد 1958 ، وجزائر 1961 ، وبالتواكب مع نهوض العالم الثالث برمته من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا وأسيا من كوبا إلى فيتنام . ولذلك لم يكن غريباً أن تتسم تجربتهم الحيوية بمخاض العصر الفكري والسياسي الذي تجلى بالمنطق الحيوي ، منطق نهوض العالم الثالث ، منطق زوال الجوهر وكل ما يمثله من قوى هيمنة واستغلال وعبودية .. عالمياً ومحلياً سياسياً وفكرياً . وليفتح الطريق الحيوي للحرية الإنسانية بأبعد مدى . بعد أن أصبح العالم (( قرية صغيرة )) . وأصبحت إمكانات التلاقي والتفاعل العلمي والنظري الحيوي قادرة على التأكيد بشكل لا مثيل له على حق الإنسان ، كل إنسان في إنسانيته حرة ، لها حق الاختلاف والتنوع ـ في التعبير عن وحدة إنسانيتها ، ووحدة قضية الحياة : الحرية .. ولم تكن ولادة المنطق الحيوي في الأجواء الحيوية لدمشق محض صدفة. فدمشق عبر التاريخ تجسد هذه المعاني التاريخية العالمية ، فهي عاصمة الدولة العربية الإسلامية التي ما يزال يدوى في أرجائها منذ أربعة عشر قرناً صيحة عمر (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )) وأمر عليّ (( عامل الناس بإحسان : فهم إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )). ولم تكن ولادة المنطق الحيوي غريبة عن الجواء الحيوية لدمشق أيضاً لأن المسيحية انتشرت قبل ذلك عن طريقها كبشارة لتخليص المعذبين والمستعبدين ، ونشر السلام والمحبة في الأرض ... ولم تكن ولادة المنطق الحيوي غريبة عن الأجواء الحيوية لدمشق . لأن الهيلينية بما تمثله من أكبر وأهم لقاء سياسي وثقافي بين الشرق والغرب . كانت دمشق أهم عواصمه ... ولذلك فإن ولادة المنطق الحيوي ... منطق العصر... منطق الشكل ... منطق زوال الجوهر ... كانت تجسيداً لكل هذه المعاني الحيوية في عيش إنسانية متحررة من سمات منطق الجوهر على المستوى العالمي وبما أن المنطق الحيوي ليس نظرية مخترعة ، بل قراءة لمنطق العصر ، فإن هذا المنطق معاش بشكل أو بآخر في كل أنحاء العالم منذ نهاية الحرب العالمية . وإذا كانت قدرة حركات التحرر في العالم الثالث على تجسيده واحتضانه ما زالت متعثرة ونظرية فإن حركات التحرر في العالم الصناعي ، لم تستطع بعد أن تصل إلا مؤخراً ، وبشكل أولي مع خطوات غورباتشوف والتي ما زالت على المستوى المحلي ، وضمن مصالح الهيمنة الدولية. ولكن إلى حين ، لأن المنطق الحيوي ، هو منطق العصر الملزم بإزالة كل جوهر آجلاً أم عاجلاً تحت طائلة الدمار الشامل للبشرية جمعاء . ب ـ على المستوى السياسي : أشرنا إلى أن المفهوم الحيوي للحرية يتحدد بسمات الاشتراكية والديمقراطية والثورية (( والثورية تعني الصيغ الأكثر حيوية في تحقيق الحرية ضمن معطيات عصر محدد ، ومجتمع محدد ، وظرف معين .)) ومعطيات عصرنا تتضمن إمكانات زوال الجوهر .. وقلق الذرة مع ما يعطيه ذلك من إيجاد طاقة إنتاج تكفل تأمين الاحتياجات الحيوية لسكان الأرض. وتتضمن إمكانات إعلامية وتقنية تجعل التواصل العالمي بين البشر يتم كما لو كانوا يعيشون ضمن قرية صغيرة . وبالمقابل من ذلك فإن أهم معوقات دخول العصر بشكل شامل تتجلى في قوى الهيمنة الدولية التي تريد الاحتفاظ بامتيازاتها الجوهرية وخنق تطلعات العالم الثالث، وتتجلى أيضاً في أمراض البيئة التي تهدد الحياة في الكرة الأرضية، وأمراض البيئة : ترتبط بظهور المدن الكبرى وما رافقه من تكديس للسكان والصناعات والثروات في مناطق شديدة الاكتظاظ وقد كان لها في البداية دوراً حيوياً في رفع المنسوب الحيوي للبشرية ، إلا أنها مع استفحالها هذا تحولت إلى مرتع أكثر خطورة لأمراض البيئة . وتأخذ صورة فجائعية في عواصم العالم الثالث ، حيث تضم في أغلب الأحيان أكثر من 1/4 سكان مجتمعاتها . لذلك فإن حركة التحرر في العالم الثالث عامة تدنى منسوبها الحيوي مع الستينيات ـ لأسباب كثيرة لا تقل عوامل الهيمنة الدولية فيها عن عوامل الانحطاط البيئي . والتمركز العمراني الذي أدى إلى التخلي عن الزراعة ، المصدر الوحيد للغذاء الذاتي لمعظم هذه البلدان وأدى إلى تدني المنسوب الحيوي للمعايشات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والإدارية والسياسية ، وضعف روح الثورة والقدرة على التغيير الحيوي. ومن الطبيعي أن المفهوم الحيوي للحرية يتضمن صيغة تتناسب مع معطيات عصرنا ومن موقع العالم الثالث ، ومن موقع المجتمع العربي ، حيث وضع الخنجر الصهيوني في قدس ـ الشام لكي يعيق كل إمكانات النهوض الحيوي . ولذلك فإن الصيغة السياسية الحيوية تتجلى من خلال المعالجة الحيوية لمعوقات البيئة وقوى الهيمنة ، وذلك من خلال صيغة تتضمن التخطيط العمراني والاقتصادي والثقافي والإداري والعسكري في صيغة معتمرات متوسطة لتكون المختبرات الحيوية الخلاقة للثورة العربية القادرة على دحر الهيمنة الدولية وأداتها الصهيونية ، وقادرة على التخلص من الموروث الانحطاطي الذي يعيق ظهور لغة ومفاهيم المنطق الحيوي ،منطق الشكل وزوال الجواهر الطائفية والعنصرية . وقد طرحت هذه الصيغة في كتاب طريقنا إلى الحضارة عام 1971 ، وفي مجموعة من المقالات في جيش الشعب عام 1975 ، وفي البيان الحيوي عام 1978 ، وقد طرحت بصيغة قابلة للتنفيذ بدءاً من القطر السوري وفي ظل الظروف السائدة ـ نفسها ـ إلا أن ظروفاً سلبية معروفة ومفهومة في تاريخ القطر جعلت هذه الرؤية الحيوية غير قابلة لأن تمتلك مصداقية تحريك السلطة بهذا الاتجاه . وإذا كانت حالة اليأس والهزيمة التي تراكمت تجعل فكرة المختبرات الحيوية غير قابلة لاستقطاب الحماس كما كان الحال سابقاً فإن هذا لا يعني أن خطوطها الأساسية لم تعد صالحة لمقاومة التحديات ضد الهيمنة الدولية وأمراض البيئة ومورثات منطق الجوهر .. لتحقيق إرادة الحياة : الحرية . ومن المعلوم أن أكثر القوى المعادية للهيمنة الدولية في الغرب وأنصار العالم الثالث هم القوى المعروفة بـ ( أنصار البيئة ) والبرامج ، الحيوية البيئية هي الشغل الشاغل لكل القوى الأوروبية ، حيث الاتجاه نحو المعتمرات المتوسطة لا رجعة فيه ... وبالتأكيد فإن صيغة ( المختبرات الحيوية ) كما طرحها الحيويون سابقاً تتطلب إعادة مقاربة وفق المعطيات والمستجدات المحلية والعربية والدولية . ولسوف تجد طريقها إلى التحقق مهما تأخرنا وعجزنا عن النهوض بمتطلباتها تحت خطر الهزيمة الكلية والتفتيت العنصري لصالح الهيمنة الصهيونية . ولسوف يبقى المنطق الحيوي بعيداً عن العلاقات الدولية ما دامت لغة الجوهر العنصري الصهيوني تهدد القلب العربي الاستراتيجي للعالم الثالث .. من أجل استمرار نهب ثرواته وإبقائه متخلفاً عن معطيات العصر والحياة ...
ـ ضرورة تجذير مدرسة دمشق كـ : أكاديمية وبرلمان ـ حيوي شعبي من اللمحة التاريخية ، التي تعرفنا بها ـ على تجربة الطليعة الحيوية نظرياً ، وتنظيمياً ، وسياسياً , يتبين لها أنها كانت تنهض بمسؤوليات توليد المنطق الحيوي ، منطق الشكل ، منطق العصر ، بدءاً من مواقع العالم الثالث . وقد تحقق ذلك في الأجواء الحيوية التي تجسدها دمشق ، حيث الحاجة والمعاناة الدافعة لبلورة هذا المنطق أكثر توفراً من أية بقعة في العالم .. وحيث الطموح الحيوي لدخول العصر .. والتخلص من كل مورثات منطق الجوهر وقوى الهيمنة الضاغطة على معايشات معظم الذين يعيشون في هذه المنطقة . والمنطق الحيوي بكسره لمنطق الجوهر ، فإنه يفتح الباب نظرياً وسياسياً للاتساق مع معطيات العصر لامتلاك لغة التوازن والتصالح والحوار والتفهم القانوني للذات وللآخرين ومن أجل ذلك فإن الحيوية ليست ملكاً لأحد . ولا حكراً على أحد . وميول شخصنتها وتفردها في الذات والآخرين قانونية ومشروعة . ولذلك فإن المنطق الحيوي ليس لقوى دون أخرى . بل هو للجميع لأنه لغة العصر .. لغة الحوار . لغة التوازن . لغة حقوق الإنسان التي أصبحت ملزمة وممكنة للجميع .. ولذلك فإنه يتوجب تجذير وتأصيل مدرسة دمشق كمؤسسة شعبية مستقلة ذات ـ شخصية اعتبارية لتكون بمثابة أكاديمية وبرلمان حيوي شعبي تجسد كل المعاني التي تجعل من دمشق قلباً ثقافياً ، وسياسياً للعام العربي والإسلامي وكرمز عالمي لحركات التحرر بدءاً من العالم العربي ، بوصفه الجبهة الاستراتيجية للعالم الثالث ، أمام قوى الهيمنة الدولية .. وذلك بتأصيل مدرسة دمشق كأكاديمية وبرلمان حيوي شعبي يستحضر وينشر روح مدرسة دمشق كتيار جماهيري ونقدي لمواكبة روح العصر ومواجهة التحديات وبناء التوازن الاستراتيجي ، والخروج من العالم المتخلف مع نهاية هذا القرن وذلك وفق الأهداف والأسس التالية : ـ
آ ـ البرنامج السياسي الحيوي للمرحلة الراهنة : نحو المعرضة الحيوية
وانطلاقاً من نفس المواقف ، التي أثبت التاريخ مصداقيتها ، ويعلم الآن المشككون بها كم كانت صائبة ، وجريئة ، في قول الحق وفعله ..وكم كانت بعيدة عن ردود الفعل ، وتغليب المصلحة العامة رغم كل المخاطر ، التي يترتب عليها في بيئات تضع من يصرح بها في خانة الخيانة .. ورغم كل القسوة والإصرار على سوء الفهم ، وعدم النظر بمسؤولية وصدق إلى التجربة الحيوية ، ويعلم الجميع الآن لو أن الممارسات السياسية المعارضة ارتفعت ، إلى مستوى هذه الرؤيا .. لجنبت نفسها , والساحة السورية الكثير من التمزقات والتشنجات التي زادت الساحة السورية برمتها ضعفاً . ومن أجل كل ذلك ، واتساقاً مع كل ذلك ، فإن النضال السياسي الحيوي ، في القطر السوري حالياً يمكن تحديده وفق تلك المعطيات ، والمواقف الموثقة تاريخياً ، والمعمدة بالدم والصدق ومن خلال المؤشرات التالية : 1ـ ضرورة النضال ضد قصور صيغ العمل الحزبي ، الذي ما يزال يدور في منطق الجوهر ويقدم نفسه كجوهر يمثل القومية ، أو الطائفية ، أو الطبقية ، وما زالت صيغ المركزية التنظيمية ـ والاستقطاب الحزبي الأحادي ، هي الأشمل مع قبول التكتيكات الجتهوية ، التي ليس لها مستندات نظرية ، أو تنظيمية لا في جذور هذه الأحزاب ولا في آفاقها . وفيما عدا حزب البعث العربي الاشتراكي فإن الأحزاب الأخرى تلعب لعبة ازدواجية حيث تشارك في السلطة ومغانمها وتقدم نفسها للجماهير كمعارضة وتتنصل من نواحي القصور في الحكم وكأنه من فعل البعث فقط .. مع أنها في فعاليتها وصيغ تنظيمها وتنظيرها متخلفة جميعاُ عن البعث .. والمطلوب الآن بشكل ملح المناقشة العلنية والمفتوحة ، للبنى النظرية والتنظيمية ، للعمل الحزبي في سوريا للسعي إلى رفع مفاهيمه إلى مستويات أكثر حيوية لإيجاد الميثاق الحيوي الوطني ، الذي ينظم العمل السياسي في القطر بشكل منهاج تثقيفي ، وتنظيمي يحدد خيارات الاستقطاب الحزبي ، ويلزمها داخلياً ودستورياً ... 2 ـ ضرورة النضال ضد قصور المؤسسات الثقافية والسياسية عن أخذ دور المربي السياسي والثقافي للجماهير ، وعجزها عن التحقيق كمعامل للرؤى والبدائل السياسية ، وهي حالة تشمل القوى الرسمية والشعبية ، الحاكمة والمعارضة ، الأمر الذي يؤدي إلى تكريس أجواء اليأس واللامبالاة وسيادة سمات الارتزاق في العمل السياسي ، ولذلك فإن المطلوب ،وبشكل ملح فك ارتباط وظائف الدولة العادية عن الانتماء الحزبي مع اشتراط قبول ترسيخ الميثاق الحيوي الوطني كعقد ملزم للعاملين في الدولة ... 3ـ ضرورة مواصلة المقاومة لروح الاستسلام والركوع ، للهيمنة الصهيونية التي تنتشر في العالم العربي من خلال العمل على بناء المجتمع العربي السوري ، بناءً حيوياً ، يحقق التوازن ، والتفوق الاستراتيجي . ومن أجل ذلك فإن المطلوب ، وبشكل ملح ، العمل على نشر وتطوير مشروع (( المختبرات الحيوية )) والسعي لتقديم الرؤى والبدائل السياسية التي تستلهمه ، لطرحها على الساحة الشعبية والرسمية للمناقشة والمفاعلة للاستفادة منها وفق أولويات وصيغ تتناسب مع المعطيات والمستجدات في الواقع السوري والعربي والعالمي ضمن شعار : ضرورة تحقيق التوازن الاستراتيجي ودخول العصر قبل نهاية القرن . 4ـ ضرورة النضال ، خلال الفترة الواهنة من أجل نشر التجربة الحيوية نظرياً وسياسياً وتنظيمياً والعمل على إيصال رؤاها ومفاهيمها إلى مستوى الاستقطاب الشعبي والرسمي لمعايشة ومفاعلة رؤاها بحيث تدخل كلها أو بعضها حيز التنفيذ والتطبيق وخلال هذا النضال فإن الطليعة الحيوية تلتزم ما دامت بعيدة عن مواقع المشاركة أو المسؤولية في السلطة التنفيذية أن تعمل من مواقع المعارضة الحيوية ، والإيجابية ، البناءة ، العلنية اللا تآمرية ، واللا انقلابية ، وبنفس روح المسؤولية والصدق الذي اتسمت به في تاريخها مع الالتزام بعدم العمل التنظيمي في قطاع الجيش وعدم قبول الازدواجية التنظيمية وأن لا تكون عبئاً على القيادة الحيوية لسيادة رئيس الجمهورية حافظ الأسد ، والذي يستطيع وحده أن يحمي هذا المشروع ، ويدعمه لتحقيق إرادة الحياة .. الحرية .
ب ـ البرنامج الفكري والحيوي نحو مدرسة دمشق الحيوية من قراءاتنا لواقع الساحة السياسية ، والفكرية السورية ، والعالمية ، فإن صيغ المقاربة السياسية والفكرية الحيوية للشارع السوري يجب أن تعطى الأولوية لإدخال العقلية النقدية في المعايشات التراثية والفكرية ، والسياسية ، وبشكل قادر على استحضار الشارع السوري وإيقاظه ـ كما كان في الخمسينيات كتيار معارضة حيوية إيجابية ، تساعد الجماهير العربية على دخول عصر المنطق الحيوي .. عصر الشكل .. عصر الحوار .. عصر حقوق الإنسان ، وذلك من خلال استحضار روح دمشق التي كانت وراء ولادة المنطق الحيوي في أجوائها ، بوصفها أول عاصمة للدولة العربية والإسلامية ، وبكونها سابقاً الطريق الذي انتشرت عنه المسيحية ، وكثير من المفاهيم والنظم المعربية ، والأخلاقية والجمالية والسياسية ، وبكونها في العصر الحديث رمز نهوض العالم الثالث ، لأنها استقلت من الاستعمال قبل كل الدول العربية والإسلامية وقبل الهند وقبل الصين .. لكل هذه المعاني التي تجعل من دمشق قلباً ثقافياً ، وسياسياً للعالم العربي والإسلامي وكرمز عالمي لحركات التحرر بدأً من العالم العربي ، بوصفه الجبهة الاستراتيجية للعالم الثالث ، أمام قوى الهيمنة الدولية .. لكل ذلك فإن الطليعة الحيوية ترى أن العمل على تعميق ، ونشر روح مدرسة دمشق كتيار جماهيري ونقدي هو البرنامج السياسي والفكري الأكثر خطورة ، وأولوية لمواكبة روح العصر ومواجهة التحديات وبناء التوازن الاستراتيجي ، والخروج من العالم المتخلف مع نهاية هذا القرن وذلك وفق الأهداف والأساليب التالية : أهداف مدرسة دمشق الحيوية : 1ـ العمل على بلورة رؤى سياسية ، ونظرية واضحة ، وقابلة للانتشار الجماهيري كعقلية نقدية تستلهم المنطق الحيوي وفق صيغ تتناسب ، والمعطيات الراهنة للواقع السوري ، والعربي ، والعالمي ، مع إعطاء الأولوية لفهم وتمثل التراث العربي والإسلامي ، والعالمي بشكل حيوي نقدي يسحب المبادرة من القوى اللا حيوية في تمثيلها للتراث ، والعصر ويوقف الاغتراب والضياع . 2ـ العمل على تعميق مدرسة دمشق كتيار فكري حيوي ، لافتتاح الحوار العربي ـ العربي وتعميق مسيرة حقوق الإنسان ، في العالم العربي ، وتعميق حس المسؤولية الشعبية تجاه القضايا السياسية الأساسية المعاشة في سوريا ، والعالم العربي ، والإسلامي ، لتصبح الأهداف الحيوية المعاشة في دمشق معاشة في الشارع العربي والإسلامي ولتكون الأهداف الحيوية المعاشة في الشارع العربي والإسلامي ـ أساليب مدرسة دمشق الحيوية : 1ـ العمل على إيجاد وحدات بحث حيوي تستقطب القدرات العربية ( النظرية السياسية ) بدءاً من المتوفر منها في القطر السوري ، بعيداً عن التحديدات الفئوية الحزبية الضيقة لمعالجة أهم القضايا المطروحة . 2ـ العمل على تكوين لجان تدخل خاصة في مسائل تهم الرأي العام العربي وتتسم بخطورة استثنائية راهنة تتطلب نزاهة في الرأي وشجاعة في الموقف وفعالية في القرار كمسائل حقوق الإنسان العربي والقضايا الخلافية التي يحتاج الرأي العام العربي إلى حكم له مصداقية حيوية والإشكالات الناجمة عن سوء الفهم أو قصور الرؤية والتي يمكن إزالتها بالتوسط الحيوي 3ـ العمل على تكوين وحدة بحوث ودراسات حيوية عليا ، للعلوم السياسية والاجتماعية والإسلامية تستهدف تكوين خبرات وقيادات ثقافية وسياسية لإيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية التراثية والمعاصرة . 4ـ العمل على إيجاد جهاز إعلام ونشر واتصال يوثق وينشر نتاج تفاعلات مدرسة دمشق الحيوية في كتب ـ منشورات ـ محاضرات ـ ندوات ـ معارض ـ مؤتمرات ... ) وغير ذلك من التظاهرات وإعادة إصدار مجلة ((الصوت الحيوي )) التي صدرت عام 1979 من باريس لتعميق المعارضة الحيوية العربية ضد جميع أشكال القصور في العالم العربي ، والإسلامي ، والعالمي ، وتعميق مستوى العقلية النقدية الحيوية في الجماهير العربية لتحقيق إرادة الحياة ـ الحرية . 5ـ العمل على إيجاد مقرات للمدرسة في القطر والعواصم العربية والعالمية الفاعلة .
مصادر تمويلها : 1ـ الاشتراكات من الاعضاء . 2ـ ريع المبيعات والمنشورات والمعارض . 3ـ التبرعات والهبات الممنوحة غير المتعارضة مع أهداف مدرسة دمشق . ==
|